مساحة إعلانية 728×90

التاريخ الكامل للعملات الرقمية المشفرة


لقد أصبحت العملات الرقمية المشفرة بشكل سريع البديل المثالي الجديد لطرق الدفع التقليدية. ونتيجة لسهولة وسرعة استخدامها فقد أصبحت الكثير من الشركات تعمل على دمجها كجزء من عملياتها اليومية. والآن, حتى بعض الدول بدأت في الإهتمام باستخدامها كوسيلة أكثر كفاءة وفعالية في إتمام المعاملات الخاصة بكل نشاط بعد إثبات إمكانياتها وتعدد استخداماتها.



ظهرت العملات الرقمية المشفرة لأول مرة في عام 2009 وبعدها بدأت هذه الأموال الغير مركزية في النمو بصورة هائلة بين الناس ونجح العديد من المستخدمين في الإستفادة وتحقيق الأرباح منها. تكمن الميزة الأساسية لهذه العملات الرقمية المشفرة في كونها لا يمكن السيطرة أو التحكم فيها بواسطة أي طرف ثالث بما في ذلك الحكومات مما يعني أن الخصوصية أمر جوهري وأساسي عند التعامل في العملات الرقمية المشفرة. لم تستطع الأنظمة المصرفية التقليدية أن تواكب هذا المجال الرقمي الحالي مما جعلها متأخرة عنها في خواص التشغيل التقائي والشفافية. ونتيجة لذلك فلا عجب في أن الناس قد بدأت في التساؤل حول إمكانية وجود نظام أفضل لدفع ونقل الأموال بطريقة تفوق هذه الوسائل التقليدية.

وهذا الشعور العام هو ما أعطى الفرصة لولادة هذه العملات الجديدة وهو ما جعلها تحقق انتشارًا وقيمة كبيرة بشكل سريع للغاية. يمكن لأي شخص أن يستثمر أو يتاجر فيها مثل أي أموال تقليدية أخرى. ولكن ليست العملات الرقمية المشفرة مثل بعضها البعض حيث أن كل واحدة منها لها خصائصها الفريدة من نوعها والتي تميزها عن باقي العملات. ويوجد حاليًا العديد من الخيارات للمستثمرين في جميع المجالات مما يوفر لهم الكثير من الخيارات لاتخاذ قرار يناسب احتياجاتهم بأفضل صورة ممكنة.

لقد ظهرت العملات الرقمية المشفرة بهدف أساسي وهو أن تصبح وسيلة جديدة للدفع نتيجة لخيبة الأمل التي تحدث عادة عند التعامل بالأنظمة المصرفية المعتادة ومع تطورها فقد وصلت إلى مستوى من الثقة مماثل للعملات التقليدية مما دفع العديد من الأعمال التجارية إلى قبولها كطريقة دفع بديلة ويتم إدراجها واعتمادها بشكل متزايد في مزيد من الأماكن حوال العالم. كما أن حقيقة أنها لا تعتمد على الحالة الإقتصادية العامة لدولة معينة يوفر لها حرية لا مثيل لها نظرًا لأن الخلافات السياسية على سبيل المثال لا يمكنها أن تؤثر عليها. يعلم المستثمرون هذه الميزة الكبيرة ولذلك يمكنهم أن يتخذوا قراراتهم حول العملة التي سيتثمرون فيها بناءً على المكاسب التي ستحققها هذه العملة وليس بناءً على الوضع الحالي لها. ومن ثم فإن كل عملة رقمية مشفرة تبدأ عند نفس المستوى مع فرصة كسب قيمة أكبر واحتمالية لأن تصبح أحد أكبر العملات الرقمية المشفرة إذا كانت لديها إمكانية تحقيق ذلك.

ظهور البيتكوين
حاول الكثيرون قبل ظهور البيتكوين لأول مرة إنشاء عملة بديلة يمكنها أن تغير قواعد اللعبة وتحدث ثورة في عالم الإقتصاد. وقد نجحت المحاولة الأولى لذلك في عام 2009 عندما قام شخص غامض يدعي “ساتوشي ناكاموتو” بنشر ورقة بحثية بعنوان “البيتكوين: نظام نقدي إلكتروني من شخص لآخر” وقد ظهرت هذه الورقة البحثية في نهاية عام 2008 عندما دفعت الأزمة المالية العالمية الناس إلى التساؤل حول النظام الحالي والسعي لإيجاد حلول مبتكرة. وفي هذه الأثناء ظهرت البيتكوين وبدأ الجميع في الحديث عنها. ولكن الهوية الحقيقية لصانع البيتكوين ما زالت موضع تساؤل ومناقشة.

وفي هذه اللحظة فقد تعرف المشتغلون في المجال المالي والتكنولوجي على مصطلحات جديدة مع ظهور هذا الحل البديل لكل العملات التقليدية التي اعتدنا على تداولها. إنها طريقة لتجنب الأنظمة الإقتصادية المعقدة التي تسببت في فشل ملايين الأشخاص من قبل وبدأ الجميع في السأم منها. إنها عملة رقمية حديثة تعتمد على المجتمع أكثر من المؤسسات الرسمية.

تعتبر تقنية البلوكشين في الوقت الحالي هي البنية التحتية التي تقوم عليها العملات الرقمية المشفرة وهي شبكة رقمية ضخمة يمكنها تسجيل كل معاملة وكل عنوان. مما لا يسمح للمدفوعات والتحويلات أن تتم بصورة فورية فقط ولكنها توفر مستويات أعلى من التأمين والتي لا يمكن تحقيقها في أي مكان آخر. ويعد هذا بمثابة رد آخر على الأنظمة المصرفية المتهالكة التي تكون عرضة عادة لهجمات الإختراق مما أدي إلي مضاعفة الخسائر في الأموال بمرور السنين.

لقد كان عام 2008 هو الوقت المثالي في العالم لإحداث ثورة في الطريقة التي يتم التعامل بها مع العملات. ويرجع ذلك إلى الإقتصادات الحالية المثقلة يالمشاكل ولعل هذا هو السبب الذي جعل المزيد من الناس يبدأون في إنشاء عملتهم الرقمية المشفرة الخاصة وإيجاد حلول للمشكلات اليومية في إطار تقنية البلوكشين. ولكن ما جعل البيتكوين مثيرة بالفعل منذ البداية كانت فرصتها في التحرر من الهيئات المركزية بشكل خاص. يعتبر الجانب اللامركزي في جميع العملات الرقمية المشفرة هو ما يعزز من فكرة العمل على عملات بديلة والتكيف مع العالم الذي يصبح أكثر رقمية يومًا بعد يوم. إنها الرؤية التي تحكم فكرة العملات دائمًا وهو ما دفع بعض من هؤلاء الأشخاص الأذكياء إلى تحويل هذه الرؤية إلى حقيقة.

تقنية البلوكشين هي عبارة عن بروتوكول للتواصل تم التعرف عليه بناءً على قاعدة بيانات موزعة. يتم إدخال جميع المعلومات في قاعدة البيانات التي يتم مشاركتها بعد ذلك على خوادم متعددة يتم توصيلها معًا. يكمن سر البلوكشين في قدرتها على إدارة وخلق قاعدة بيانات عملاقة تقسم إلى مجموعات ويتم توجيهها في شكل سلسلة معًا. وبناءً على العملة الرقمية المشفرة فإن كل تقنية من البلوكشين تتكون من مجموعات مختلفة بأبعاد متعددة واستخدامات مختلفة. ولكن كل بلوكشين تشترك في نفس التركيب: فكل مجموعة تكون نتيجة مجموع المعاملات السابقة كما أنها تسمح في نفس الوقت بتسجيل معاملات جديدة والتحقق من المعاملات التي تمت بالفعل. وبالتالي فإن إجمالي المجموعات يكون جزءًا من قاعدة البيانات يعرف باسم “ دفاتر الحسابات “ ولهذا السبب فإن البلوكشين قد تعرف كذلك باسم “تقنية دفاتر الحسابات الموزعة”. وهذه هي الطريقة التي يمكن بها التخلي عن الدور المعتاد للطرف الثالث والسماح بإجراء معاملات لا يمكن تتبعها. يجعل هذا الأمر الناس يشعرون بالثقة بأنه لا يمكن لشخص ما أن يقوم بسحب الأموال ولأن القرار الأخير حول المعاملة يتم من خلال الإتفاق.

وقبل نجاح البيتكوين في محاولته فقد كانت هناك بعض المحاولات الأخرى في محاولة إنشاء عملات رقمية. وقد كانت جميع هذه العملات تعتمد على منصة مركزية بمعنى أن الشيء المختلف والمبتكر فيها كان مقتصرًا على فكرة الجانب الرقمي فقط. ومن بين هذه المحاولات كانت عملة فيس بوك كريديتس ((Facebook Creditsوهي عملة رقمية تم إطلاقها بواسطة منصة فيس بوك للتواصل الإجتماعي في عام 2009. ففي نفس هذا الوقت من الثورة المالية فحتى منصات التواصل الإجتماعي العملاقة بدأت في المشاركة. ومع ذلك, فإنها لم تستمر أكثر من عام 2012 عندما تم التخلي عنها بصورة رسمية وقررت الشركة العودة إلى التعامل بالعملات التقليدية المعتادة فقط.

في العملات الرقمية المشفرة, يمكن للأشخاص نقل التوكن بدون الحاجة للذهاب إلى البنوك أو غيرها من المؤسسات وذلك بالعمل على نظام الند للند (P2P). وهذا هو ما جعل البيتكوين تتفوق على غيرها من العملات الرقمية الأخرى فقد كان هذا هو الجانب الثوري تمامًا فيها والذي تسبب في إحداث جدل كبير. لقد ألقت البيتكوين بالطرق التقليدية التي كانت لا تزال بعض العملات الرقمية تعتمد عليها واستخدمت منهجية أكثر حداثة وعصرية. وهي الهروب من النظام المركزي والذي يعني الهروب من فشل الأنظمة المصرفية المعتادة وهذا هو ما جعل البيتكوين خيارًا ناجحًا عن غيرها من البدائل الأخرى.

تم إجراء أول معاملة بيتكوين ناجحة في شهر يناير 2009 في المجموعة رقم 170 وقد كانت بين هال فيني, مخترع خوارزمية إثبات العمل القابلة للإستخدام وبين مطور ومخترع البيتكوين نفسه, ساتوشي ناكاموتو. وقد كانت هذه المعاملة الأولي للعملات الرقمية المشفرة بداية انطلاق العملات الرقمية ومعرفتها واستخدامها بواسطة ملايين البشر.

وبين هذه المعاملة الأولى والمعاملة التالية فقد بدأت منظمة New Liberty Standardفي تقديم خدمة للأشخاص لشراء وبيع البيتكوين وتحديد سعر تداول مبدأي بمعدل 1,309,03 بيتكوين مقابل دولار أمريكي واحد. ولتحديد هذا السعر فقد قامت المنظمة بحساب تكلفة الكهرباء التي تستخدمها أجهزة الحاسب الآلي لتوليد العملة الرقمية المشفرة. وتعرف هذه العملية باسم “التعدين”.

ولم تحدث أي معاملة أخرى حتى فبراير 2010 حيث تمت أول معاملة حقيقية عندما أراد شخص في منتدي محادثات البيتكوين طلب 2 بيتزا وسأل إذا ما كان أحد ما يرغب في طلبهم مقابل 10.000 بيتكوين. وهنا قام أحد مستخدمي المنتدى بطلب 2 بيتزا من مطعم بابا جون بطريقة غير مباشرة بقيمة تقدر بنحو 25 دولار في هذا الوقت. أما الآن فقد وصلت قيمة نفس الكمية من البيتكوين أكثر من 6.3 مليون دولار.

وبالفعل على مدار خمسة أيام بداية من شهر يوليو في نفس العام فقد أظهرت قيمة تداول البيتكوين قفزة كبيرة وزادت بنسبة عشر أضعاف. حيث ارتفعت من 8 سنت أمريكي إلى 80 سنت أمريكي لكل بيتكوين.

إنشاء منصة Mt.Gox
وفي نفس الشهر تقريبًا قام المبرمج الأمريكي, جيد ماكليب, بإطلاق منصة تداول Mt.Gox. فالمنصة التي كانت معروفة بكونها منصة لتداول بطاقات التجميع السحرية قد تم تطويرها بشكل سريع لكي تلبي احتياجات العملات الرقمية المشفرة وتم بيعها إلى مارك كاربيليس في العام التالي لإنشائها. وقد تحولت هذه المنصة لكي تصبح أشهر مكان لتبادل العملات الأخرى مقابل البيتكوين والعكس. وقد كانت بمثابة مكان لكل المتحمسين للعملات الرقمية المشفرة بحيث يمكنهم فيه إتمام المعاملات.

وفي شهر نوفمبر من نفس العام وصل سقف سوق البيتكوين إلى 1 مليون دولار واستمر في الزيادة حتى فبراير 20111 حتى وصل البيتكوين إلى معادلة الدولار الأمريكي لأول مرة. ومع استمرار العملات الرقمية المشفرة في زيادة قيمتها واللحاق بركب العملات التقليدية فقد بدأت وسائل الإعلام الكبيرة في تسليط الضوء والحديث عن البيتكوين فقد نشرت مجلة ذا تايم مقالة عنها ألقت فيها الضوء على إمكانيتها في مقابل البنوك ولهذا فقد أصبح المزيد والمزيد من الناس على علم بالثورة التي أحدثتها هذه العملة.

وفي يونيو 2011, تم اختراق منصة Mt.Goxلتداول البيتكوين نتيجة مشكلة في الحاسب الآلي الخاص بمراقب الشركة. وقد قام المخترق باستغلال هذه الثغرة واستخدم المنصة لتغيير سعر البيتكوين إلى 1 سنت ثم قام بشراء 2000 بيتكوين من حسابات العملاء. وقد تم بيع هذه البيتكوين بعدها مباشرة مع خسارة 650 بيتكوين أخرى تم شراؤها بهذا السعر المزيف القليل بواسطة عملاء Mt.Goxالذين استغلوا هذا الإختراق أيضًا. ولم يتم استرجاع أي من هذه البيتكوين مما جعل المنصة ضعيفة وفي حاجة إلى وسائل تأمين أفضل.

لقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تظهر فيها المخاطر والجوانب السلبية المحتملة للعملات الرقمية المشفرة مما أثبت أن هذه العملات ما زالت غير آمنة في هذا الوقت وأنه يمكن سرقتها بسهولة. وبدأ المتحمسون للعملات الرقمية المشفرة في الشك و التساؤل حول ما إذا كانت هذه العملات آمنة بالفعل أم لا. ونظرًا لانسحاب الكثير من الناس من الإستثمار في البيتكوين فقد انخفضت قيمة البيتكوين. وعلى الرغم من ذلك فقد ظل بعض المتحمسين لمبدأ اللاسلطوية الرأسمالية وبعض التقنيين الأذكياء متمسكين برؤيتهم في إمكانيات البيتكوين وبدأوا في الإهتمام بتطويرها. ومن هنا فقد تحولت هذه التكنولوجيا الجديدة إلى أيدلوجية لأنها كانت تمثل الطريقة الأولى والوحيدة للإطاحة بسيطرة وتحكم الحكومات والبنوك بطريقة ناجحة.

وفي نفس الوقت على منصة Mt.Goxفقد كانت هناك محاولة منها لإثبات أنها ما تزال قائمة ماليًا حيث قام المدير التنفيذي مارك كاربيليس بأخطر معاملة بيتكوين على الإطلاق. حيث تم التداول بين منصة Mt.Goxإلى منصة Mt.Goxأيضًا وقد تمت المعاملة من خلال البيتكوين بإجمالي 442,000 بيتكوين والتي تعادل قيمتها اليوم نحو 282 مليون دولار.

أول منافسي البيتكوين
وفي نفس هذا الوقت من التشكيك ومحاولات الدعم فقد بدأت عملات رقمية مشفرة جديدة في الظهور على الساحة وأصبحت مستعدة لمنافسة البيتكوين. وقد كانت عملة اللايتكوين (Litecoin) أحد هذه العملات وهي عملة رقمية مشفرة تم إنشاؤها بواسطة مصدر مفتوح للعملاء على موقع GitHubبواسطة مهندس في جوجل وهو تشارلي لي. لقد شعر تشارلي بعدم الرضا عن الوضع القائم للعملات الرقمية المشفرة في هذا الوقت ولذلك فقد قرر محاولة تقديم ما هو أكثر مما كانت تقدمه البيتكوين وذلك من خلال أمور في متناول اليد. لقد ولدت هذه العملة لإنشاء تعدين مكافئ وهي عملية رقمية تستخدم البلوكشين للحفاظ على تتبع لجميع المعاملات. تستخدم اللايتكوين في تحويل الأموال مباشرة من الشركات الخاصةإلى الشركات العامة بدون طرف ثالث مثل البنوك.

وقد كانت الفروق الأساسية التي تميزها عن البيتكوين هو سرعتها وعدد العملات وسقف السوق. فبالنسبة لأول ميزة فإن اللايتكوين تعتمد على نفس الكود مفتوح المصدر الذي تعتمد عليه البيتكوين مع اختلافات واضحة حيث ركز مخترعها تشارلي لي على التأكد من أن سرعة المعاملات ستكون أسرع بكثير من السرعة التي تحققها البيتكوين. يمكن للايتكوين توليد مجموعات أسرع أربع مرات من البيتكوين كما يمكنها التأكد من شرعية المعاملات أسرع ومعالجة المزيد منها في وقت أقل مما تقوم به العملات الأخرى المنافسة لها.

وفيما يتعلق بعدد العملات فقد ركزت اللايتكوين على تجاوز الحد المعتاد للعملات الرقمية المشفرة من حيث الكمية التي تقدمها. وبدلًا من التوقف بعد عدد معين فقد استهدفت اللايتكوين الوصول إلى 84 مليون مقابل 21 مليون من البيتكوين.

بالإضافة إلى ذلك فإن وجود سقف سوقي ثابت للايتكوين يجعلها من بين أول 5 عملات رقمية مشفرة وعلى الرغم من أنها ما زالت خلف البيتكوين إلا أنها تعد منافسًا قويًا.

وقد كانت هناك محاولة أخرى لتطوير منافس قوي للبيتكوين وهي عملة نيمكوين (Namecoin). ظهر المفهوم من وراء هذه العملة المشفرة لأول مرة في منتدى محادثات البيتكوين في عام 2010 وقد كان من المخطط لها أن تكون أحد أشكال نظام أسماء النطاقات (DNS) لذا فقد سميت “BitDNS”. وخلال هذه الفترة فقد علق مطور البيتكوين ساتوشي ناكاموتو لدعم فكرة بلوكشين نظام أسماء النطاقات وقد عرض مكافأة لمن يستطيع تطوير هذا المشروع. وقد قام أحد المستخدمين ويدعى فينسيد بهذه المهمة ومن هنا ظهرت النيمكوين لأول مرة.

تكمن النقاط الأساسية للفرق بين النيمكوين والبيتكوين في السماح للمستخدمين بتخزين معلومات الهوية داخل المجموعات الخاصة بها. مما خلق للأفراد مساحة لحفظ بياناتهم الشخصية أو هويتهم الرقمية مثل عنوان البريد الإلكتروني أو موقع الإنترنت الخاص بهم. ثم يتم تخزين هذه المعلومات في شكل زوج مفتاح \ قيمة.

لقد أطلقت نيمكوين نفسها كعملة رقمية مشفرة لكل من يحب الأفكار التي تعتمد عليها البيتكوين ويرغب في الإستفادة من الجوانب الأمنية لمنصة تعتمد على البلوكشين. ومع كونها شبكة اتصال لا مركزية فإن الأشخاص الذين يقومون بتخزين بياناتهم الشخصية فيها يعرفون بأنها محصنة جدًا ضد أي هجمات.

ساهم العديد من المطورين منذ ذلك الوقت في هذه المنصة ولكن قيمة النيمكوين لم تذهب بعيدًا. كانت قيمة النيمكوين بداية حوالي 1.10 دولار أمريكي وقد حظيت بانطلاقة قوية بضع سنوات ولكنها لم تتمكن من حجز مكان لها بين غيرها من العملات المنافسة الأقوى.

وأخيرًا وليس آخرًا, فقد كانت عملة سويفت كوين (SwiftCoin) من بين البدائل البارزة التي ظهرت للبيتكوين في خلال هذه الفترة. وهي عملة رقمية مشفرة ظهرت لتطبيق فكرة السماح للعملة بالإنتقال من جهاز حاسب إلى آخر بدون أي حاجة إلى موافقة مركزية وبدون حتي الحاجة لموافقة البنك الغير مركزي الذي تستخدمه السويفت كوين نفسها. وقد كان فريق دانيال برونو خلف هذا المشروع فبدلًا من استخدام التعدين كما في حالة البيتكوينفيمكنك للحصول علي عملة السويفت كوين أن تقوم بشراء أو بيع أو امتلاك وصلة مباشرة. ويرجع السبب وراء فكرة الوصلة المباشرة إلى أن عملة سويفت كوين تستخدم كطريقة للدفع في حالات السداد بالوصلات المباشرة أو كرأس مال في شكل كوبون. وعلى الرغم من ظهورها في عام 2011 إلا أن فريق برونو لم يطلق علامتها التجارية حتى عام 2013.

الجدل حول منصة سيلك رود (SilkRoad)
وبعيدًا عن الحديث عن العملات الرقمية المشفرة التي ظهرت خلال عام 2011 فقد بدأ الجانب المظلم من العملات الرقمية المشفرة في الظهور. تم تأسيس سوق عمل عرف باسم سيلك رود في فبراير من نفس العام بواسطة شخص يعرف باسم روس ألبريتش والذي كانت لديه آراء قوية إلى حد ما ضد الحكومة ومدى الفعالية الحقيقية لحرب الولايات المتحدة الأمريكية على المخدرات.

وبفضل مهاراته في البرمجة فقد انتقل بسرعة من محاولة أن يصبح رائد أعمال ناجح من خلال تأسيس شركة ناشئة بنفسه إلى السعي لتحقيق النجاح في وادي السليكون حيث بدأ في العمل على مشروع سيغير مفهوم الناس عن ما يعرف بمصطلح “الإنترنت المظلم” وهو جزء عميق من شبكة الإنترنت (جانب شبكة الإنترنت الذي لا يمكن سوى لأشخاص معينين يملكون مهارات وأدوات محددة الوصول إليه) وهو موجود في شبكات الإنترنت المظلمة (الشبكات التي يمكن الوصول إليها فقط من خلال برامج معينة).

قام ألبريتش بتأسيس شركة سيلك رود بهدف جعل العالم أفضل من خلال محاولة القضاء على استخدام “ الإكراه والعنف بين البشر “ على حد تعبير ألبريتش. وقد كانت هذه الشركة مصممة منذ البداية كسوق مجاني لمستهلكي المخدرات حيث تقوم بالوساطة بين البائعين والمشترين بنفس طريقة موقع إيباي بما في ذلك توفير نظام تقييم واستخدام خدمات البريد الآمنة لتوصيل المواد.

ثم تم إضافة البيتكوين في المعاملات بعد ذلك نظرًا لأن كل شيء كان لا بد أن يتم مع إخفاء الهوية وقد شكلت العملات الرقمية المشفرة الحل المثالي لهذه المشكلة نظرًا لأنها قدمت للمستخدمين خيارًا بديلًا لإتمام عمليات الشراء بدون الإعتماد على أشكال أخرى للعملة أو المعاملات من خلال بطاقات الإئتمان.

وقد أثر هذا الأمر بالتأكيد على سمعة البيتكوين بمجرد اكتشاف هذا المشروع الخاص بالمخدرات مما استدعى طرح تساؤلات حول مخاطر العملات الرقمية المشفرة مقارنة بمميزاتها. فأي بيتكوين معلقة في ضمان الإيداع كانت آمنة مما جعل الجميع يتساءل حول إمكانية استغلال بعض الأشخاص أصحاب النوايا السيئة لهذه العملة في إجراء معاملات غير قانونية بدون أي عوائق. وقد تم تداول أكثر من 1 مليار دولار من خلال منصة سيلك رود قبل أن يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي من إيقافها والقبض على ألبريتش الذي استطاع تكوين ثروة تقدر بنحو 28 مليون دولار.

ومن هنا فقد بدأت العملات الرقمية المشفرة في إظهار الجانب المظلم منها لتكشف عن كل من مميزات وعيوب إخفاء الهوية والأمان الخاص بها. حيث سمح استخدام البيتكوين لمنظمة مثل سيلك رود أن تعمل على مدار أكثر من عامين في عمليات سرية كان مكتب التحقيقات الفيدرالي على علم بها ولكنه لم يتمكن طول هذا الوقت من فعل أي شيء حيال ذلك.

وعلى الرغم من كل هذه التحديات والصعوبات والشائعات فقد عاد السقف السوقي للبيتكوين في الإرتفاع مرة أخرى حتى وصل في النهاية إلى 1 مليار دولار. ووصلت قيمة البيتكوين في شهر نوفمبر من عام 2011 إلى 50 سنت للبيتكوين الواحدة.

إنشاء منصة كوين بيز (Coinbase)
في العام التالي وتحديدًا في يونيو 2012, ظهرت منصة جديدة لتداول العملات الرقمية تحمل اسم كوين بيز. تأسست هذه المنصة بواسطة بريان أرمسترونغ وفريد إهرسام وقد عنيت الشركة الجديدة بتقديم مكان لمتداولي البيتكوين والعملات الرقمية المشفرة المشابهة على مستوى عالمي. مما سمح للناس بشراء العملات باستخدام بطاقات الإيداع والإئتمان الأساسية الخاصة بهم مثل فيزا وماستر كارد أو حتى مباشرة من خلال حسابات مصرفية.

أصبحت منصة كوين بيز بشكل سريع أحد المنصات الأساسية لشراء وبيع العملات الرقمية المشفرة بالإضافة إلى إرسال معلومات عن هذه المعاملات إلى شبكة البلوكشين للتحقق منها. تعمل هذه المنصة كذلك كمحفظة يمكن فيها تخزين العملات الرقمية وإدارة عمليات تداول البيتكوين واللايتكوين المشار إليها مسبقًا وكذلك تداول الأصول الرقمية الأخرى بالعملات الورقية في نحو 32 دولة حتى الآن. لقد ساعد هذا المشروع في زيادة إمكانية الوصول إلى عمليات تداول العملات الرقمية المشفرة وتمكين الأشخاص الأقل معرفة بالتكنولوجيا من المشاركة فيها مما سمح للجميع بالإستثمار في العملات الرقمية المشفرة. ولكن الجانب السلبي الوحيد فيها هو أنها لا توفر نفس إخفاء الهوية الذي توفره الخدمات الأخرى المعتمدة على البلوكشين وذلك لأن اسمك يكون ملحقًا بحسابك على منصة كوين بيز بالإضافة إلى حسابك البنكي مما يجعل من السهل تتبع تاريخ معاملاتك ويجعل الأمر معتمدًا على الثقة في منصة كوين بيز.

وعلى الرغم من افتقاد المنصة لفكرة إخفاء الهوية إلا أن الأمن ما يزال أمرًا هامًا بالنسبة لها لذلك تقوم منصة كوين بيز بتخزين معظم أموال العملاء بدون اتصال بالإنترنت مما يضمن عدم اتصال البيانات الحساسة بالإنترنت بشكل كامل ويبقيها بعيدة بأمان عن متناول المخترقين المحتملين. لذلك فإن البيانات يتم تشفيرها ونقلها إلى أقراص USBونسخ ورقية احتياطية ليتم توزيعها في صناديق إيداع في خزائن مختلفة حول العالم. إنها طريقة مختلفة ولكنها فعالة لتأمين المعاملات الخاصة بكل مستخدم.

وفي نفس العام الذي ظهرت فيه منصة كوين بيز فقد وصلت العملات الرقمية المشفرة إلى الرأي العام مع زيادة تقارير وكالات الأنباء عنها وزيادة اهتمام مزيد من الناس بها. لقد اصبحت إمكانية أن تصبح العملات الرقمية المشفرة وسيلة دفع بديلة حقيقية أمرًا أكثر واقعية من قبل.

“الإنقسام” الأول للبيتكوين
في مارس 2013, واجهت البيتكوين أول “انقسام” والذي كان عبارة عن تغيير في بروتوكول شبكة البيتكوين والذي أدي إلى انقسام في البلوكشين حيث حدث ذلك بعد فشل حاملي البيتكوين في الإتفاق على قواعد جديدة للمعاملات. بمعني أنه منذ هذه اللحظة أصبح هناك شبكتين منفصلتين يعملان في نفس الوقت في تواريخ معاملات مختلفة. مما جعل قيمة البيتكوين تقل بالتأكيد.

وقد تم حل هذه المشكلة في الحال بواسطة المطورين ولكنها أظهرت أهمية عملية الإتفاق الجماعي الفوري لكل من يعمل في نظام البيتكوين, فلو لم يتمكن المطورون من الوصول إلى اتفاق في خلال الساعة الأولى لحدوث هذا الإنقسام فقد كان المحتمل حدوث خسائر دائمة لم يكن من الممكن تعويضها.

لقد كان حل هذا الإنقسام في برمجة النظام نفسه عن طريق إرسال أمر تحذيري يحث المعدنين على تشغيل إصدارات أقدم للترقية. وقد اتضح أن الإستجابة الصحيحة كانت بخلاف ذلك بمعنى أنه قد كان من الضروري للمطورين الأساسيين للبيتكوين أن يقوموا بتغيير مسار العمل وأن يكون لديهم قدر من الثقة بهم وفي قرارهم من قبل المستخدمين. وبذلك ومن خلال قدرة المطورين على استخدام مفتاح مشفر لإرسال رسائل تحذيرية للعملاء وامتلاك مشغل لنظام البيتكوين يكون قادرًا على تغيير توازن طاقة التعدين من خلال تقليل مستواها فقد ساعد كل ذلك في تجاوز هذه الأزمة. وهذا يظهر كيف يمكن لمنصة غير مركزية كبيرة أن تواجه مثل هذه التحديات الصعبة بشكل سريع وفعال.

إطلاق الريبل
وفي نفس العام الذي حدث فيه أول انقسام للبيتكوين فقد عمل مؤسس منصة Mt.Goxعلى إنشاء عملة رقمية مشفرة جديدة مع كريس لارسين. وذلك بهدف تسهيل عملية الدفع وتبسيطها من خلال إنشاء عمليات تحويل شفافة بدون الحاجة إلى طرف ثالث. ومن هنا جاءت فكرة الريبل التي صممت وأنشات تحديدًا للعالم المصرفي.

العملة الرقمية المشفرة منها تعرف باسم ريبل XRP(Ripple XRP) وهي تعتمد على مصدر مفتوح تمامًا مثل البيتكوين. يرى خبراء العملات الرقمية المشفرة الريبل كنظام مصرفي ووسيط مالي يعتمد على الثقة. ولكن الإختلافات بين هذه العملة وبين البيتكوين كثيرة بداية من حقيقة أن الريبل هو شبكة موجهة أكثر إلى البنوك والمصارف لتحويل الأموال بمختلف العملات (مع أخذ الريبل كعملة أساسية) أكثر من كونها عملة رقمية مشفرة. ونظرًا لاتصالها الوثيق بالنظام المصرفي التقليدي فإن للريبل شبكة مركزية بدلًا من الشبكة الغير مركزية للبيتكوين. مما يعني أن الريبل يعد بمثابة تطبيق وتوضيح حول كيفية استخدام هذه التكنولوجيا لتغيير طرق الدفع القياسية المتعارف عليها في داخل النظام الحالي بدلًا من استبدالها بالكامل بعملة جديدة تمامًا.

تعمل التكنولوجيا المقترحة من الريبل من خلال مساعدة البنوك على إرسال الأموال في وقت قصير ومن خلال شبكة مالية جديدة تامة وأكثر كفاءة. مما تخلق مساحة يمكن فيها للبنوك أن تفحص طلبات الدفع على مستوى العالم بطريقة سريعة أكثر مع تكاليف أقل عند الحاجة لأي كمية من الأموال. مما يؤدي إلى توفير فرص أكثر للإستثمار بفضل التكاليف الأقل للمعالجة ووجود تجربة أفضل لأي مستثمر. يمكن للبنوك الحصول على عملاء جدد وتحقيق مزيد من الأرباح من خلال منتجات وخدمات مختلفة في الوقت الذي تساعد فيه هذه الشبكة وكذلك البنوك على معالجة عمليات الدفع على مستوى دولي.

الريبل هو اسم المنصة التي يتم فيها تداول العملة الرقمية وهو نفس اسم العملة (XRP) وكل منهما يهدف إلى مساعدة الناس على استخدام خدمات مالية بدون أي تأخير وبدون تكاليف باهظة. وبالتالي العمل من خلال الأنظمة المصرفية الحالية لتسريع العمليات مع استخدام عملة رقمية مشفرة لها نفس مميزات البيتكوين ولكنها قابلة للتطبيق والتوافق مع الأنظمة الحالية.

لقد كان عام 2013 هو العام الذي شهد زيادة شهرة العملات الرقمية المشفرة مع إنشاء أول ماكينة صراف آلي للبيتكوين في فانكوفر بكندا وقد أعلنت شركة فيرجن أتلانتك أنها ستقبل البيتكوين كوسيلة للدفع مقابل رحلات السفر في الفضاء وهذا يدل على زيادة كل من قيمة واستخدام هذه العملات الرقمية المشفرة.

إفلاس منصة Mt.Gox
بينما كانت قيمة البيتكوين مرتفعة طول الوقت فقد أعلنت أول منصة لتداول البيتكوين وهي منصة MT.Goxإفلاسها في عام 2014 بشكل مفاجئ. فقد تم سرقة حوالي مليون بيتكوين بقيمة تعادل ملايين الدولارات مما جعل المنصة عاجزة عن فعل أي شيء أكثر من إغلاق موقعها وإعلان إفلاسها. ووفقًا للمدير التنفيذي للشركة, مارك كاربيليس, فإن المخترقين قد استغلوا ثغرة في بروتوكول البيتكوين والتي سمحت لهم بتغيير هويات المعاملات وجعلها ممكنة لأي شخص لمضاعفة الإنفاق. وقد أثبتت الدراسات اللاحقة أن المخترقين استخدموا هذه الطريقة للسرقة ولكن لسرقة 2000 بيتكوين فقط وليس لعملية السرقة بالكامل.

وما زالت حقيقة ما حدث لباقي البيتكوين المسروقة غامضة حتى الآن في حين تم الكشف عن 200.000 بيتكوين أخرى من خلال تحليل البلوكشين ولكن ما يزال 650.000 بيتكوين مختفية بدون أي إجابات. وقد تناثرت الكثير من الشائعات حول ما حدث ولكن لم يتم تأكيد أي منها.

وعلى الرغم من هذا الخطر الجديد فإن شعبية البيتكوين لم تقل وذلك لأن الناس استمروا في الإهتمام بالإستثمار والتداول فيها. مما يظهر أنه على الرغم من هذه الحادثة الكبيرة فإن شعبية البيتكوين لم تتأثر ولم تمنع كل من قرر الاستثمار فيها من رؤية التغيير في الطريقة التي نتعامل فيها مع الأموال.

بداية الإيثيريوم (Ethereum)
شهد عام 2015 مولد نظام جديد ومختلف: وهو الإيثيريوم (Ethereum) المستلهم من البيتكوين ولكنه مختلف عنه تمامًا فهو نظام يتجاوز العملات الرقمية المشفرة الأخرى في كل من الإستخدام والمنطق. بدأ التطوير الأول للإيثيريوم في عام 2013 عندما أعلن مخترعها فيتاليك بوتيرين عن فكرة إنشاء نظام ذكي يمكنه العمل من خلال الإيثير الذي يتم دفعه عند إكمال العقود الذكية. ثم قضى العامين التاليين في العمل على تحويل هذه الرؤية إلى واقع وتحويل الإيثيريوم إلى منصة بدلًا من مجرد عملة رقمية مشفرة تعمل كنظام من خلال الإيثير (ETH) الذي يعد بمثابة الوقود الذي يشغل هذه المنصة وبناء هيكل بدون مالك حقيقي مع إطلاقه كنظام يعمل بناءً على ما هو مكتوب في داخل الكود الخاص به وبالتالي فلا يمكن لأي شخص تعديله.

ولكن الجانب الأكثر ثورة في تقديم الإيثيريوم هو إضافة العقود الذكية مما يسمح للمستخدمين بإنشاء عقود رقمية وتكنولوجية بالكامل تكون أكثر كفاءة من المعايير التقليدية. فبمجرد إنشاء عقد ذكي من خلال الإيثيريوم فيمكنك استلام مدفوعات الإيثريوم عند اكتمالها مما يحول دون تعديل العقد ويلزم جميع الأطراف باحترام متطلبات العقد وهو الأمر الذي تضمنه الإيثيريوم نفسها.

ومقارنة بالعملة الرئيسية المنافسة لها وهي البيتكوين فإن الإيثيريوم تعمل أفضل كطريقة للتبادل مما يسمح لتطبيقات الحاسب أن تعمل على الشبكة وتسمح للأشخاص بإضافة أي تطبيقات ضرورية إلى المنصة وهو الأمر الذي أدي بعد ذلك إلى سعي الشركات الناشئة لزيادة تمويلها من خلال العروض الأولية للعملة (ICO).

لقد جعل هذا النظام الجديد بإمكان مختلف الشركات من مختلف المجالات أن تؤسس لمشروعات جديدة على هذه الشبكة وذلك نظرًا لأنها تسمح للمطورين ببناء تطبيقات بدون الحاجة إلى بناء نظام البلوكشين الخاص بهم وتتفاعل هذه التطبيقات مع بعضها البعض على نظام البلوكشين ويمكن تطوير الكثير من التطبيقات الأخرى منها.

كما أن المنصة في حد ذاتها تعتبر أكثر كفاءة نسبيًا وذلك لأنها تسمح بإنشاء المجموعات بشكل أسرع من البيتكوين مما يسمح بمعالجة مزيد من المعاملات بشكل أسرع وبأعداد أكبر في نفس الوقت. تستخدم الإيثيريوم كذلك آلية خوارزمية (إثبات العمل) بنفس طريقة البيتكوين ولكنها ستنتقل قريبًا إلى استخدام آلية (خوارزمية إثبات الحصة) مما يسمح للمستخدمين من أصحاب الرصيد الأعلى أن ينشئوا مجموعات في السلسلة التي تملك معدنين نظام يواجهون رسوم معاملة بدون الحصول على مكافأة إنشاء المجموعة التي توفرها خوارزمية إثبات العمل. ولكن مع العمل بتكلفة معقولة وبموارد أقل.

يختلف النموذج الإقتصادي المقترح من الإيثيريوم كذلك عن البيتكوين وذلك لأن المكافآت التي يتم الحصول عليها من خلال الإيثيريوم تظل كما هي بمرور السنين بدلًا من تقليلها كما هو الحال مع البيتكوين مما يسمح بتحقيق تقدم مستمر على شبكة الإيثيريوم أكثر من البيتكوين.

ومع أخذ ذلك في الإعتبار فإن الإيثيريوم ما زال في حاجة إلى مواجهة الثغرات المحتملة به كما حدث مع البيتكوين ولكن المنصة تستمر في التطور والتحسين بمرور الوقت. وتظل ميزتها الأساسية هي إنشاء عقود ذكية على منصة غير مركزية وإزالة الأطراف الإضافية غير الضرورية وجعل الإتفاق نفسه أكثرعدلًا لكل أطراف العقد.

وبحلول عام 2016, فقد انتشرت العملات الرقمية المشفرة حول العالم وزادت تطبيقاتها أكثر. كما أن عدد ماكينات الصراف الآلي للبيتكوين حول العالم قد زادت إلى نحو 500 ماكينة في بداية عام 2016 ووصلت إلى 900 ماكينة بنهاية نفس العام. حتى تطبيق تاكسي أوبر بدأ في قبول البيتكوين كوسيلة معتمدة للدفع في الأرجنتين وحتى خطوط السكك الحديدية السويسرية تقبل البيتكوين كوسيلة للدفع مقابل رحلات القطار كما يقبل موقع ستيم الإلكتروني البيتكوين كوسيلة دفع لشراء الألعاب على منصته. لقد أصبحت فكرة استخدام هذه العملة البديلة في حياتنا اليومية فكرة أقرب أكثر فأكثر للواقع بدلًا من كونها مجرد رؤية مستقبلية.

تأسيس فكرة المنظمات غیر المركزیة مجھولة الھویة (DAO)
في شهر مايو من عام 2016, تحولت فكرة المنظمة غير المركزية مجهولة الهوية التي ظهرت في نهاية عام 2009 في نفس الوقت الذي ظهرت فيه البيتكوين تقريبًا إلى واقع. وذلك بناءً على مفهوم المنظمات التي تعمل بدون إدارة هرمية التسلسل وبطريقة مشابهة لعدم احتياج العملات الرقمية المشفرة لطرف ثالث ومن هنا فقد كانت فكرة المنظمات غير المركزية مجهولة الهوية مشروعًا جديدًا يعتمد على التمويل من خلال نظام بلوكشين الإيثيريوم ومن ثم أصبح بعدها أحد أكبر مشروعات التمويل الجماعي.

تعمل الفكرة الجديدة كشكل أكثر تعقيدًا من العقد الذكي. وقد كانت الخطة الأولية لها تتضمن امتلاك المشاركين الذين يقومون باستلام توكن المنظمة الغير مركزية مجهولة الهوية (DAO)ثم التصويت على المشروعات التي يرغب المشاركون في تمويلها. لقد كانت الطريقة التي كانت هذه الفكرة تهدف إلى تغيير الأمور من خلالها تتم عن طريق السماح لأي شخص يملك إمكانية وصول للإنترنت أن يحمل أو يشتري توكن المنظمة الغير مركزية مجهولة الهوية (DAO)وإتاحة الفرصة لمؤسسي المنظمة الغير مركزية مجهولة الهوية (DAO)لوضع القواعد التي يصوتون عليها. تعتمد وظيفة هذه المنظمة على العقود الذكية مع اتباع القواعد المعمول بها بالفعل لوصف ما يمكن أن يحدث داخل النظام.

يمكن لهذا النوع من العقود الذكية أن يطلق الأموال بعد تاريخ محدد أو عندما يقوم عدد كاف من المصوتين بالموافقة على تمويل مشروع وهي تقنية تناسب العديد من المنظمات حيث تكون هناك حاجة إلى اتخاذ قرارات حتى عندما لا يتعلق الأمر بالأموال على وجه التحديد كما يمكن استخدام هذه التقنية كطريقة لتطبيق الديمقراطية في الخطط المستقبلية والسماح للمساهمين بمشاركة آرائهم من خلال التصويت على إضافة أي قواعد جديدة أو حتى تغيير القواعد التي لا تبدو مناسبة لهم.

وعلى الرغم من إمكانياتها المبدأية إلا أن المنظمة الغير مركزية مجهولة الهوية قد أظهرت بعض المشكلات والضعف الأمني ومما يجعلها معقدة التغيير في الحال هو أنها جزء من تقنية بلوكشين الإيثيريوم التي لا تسمح لأي شخص بتغيير القواعد من جانب ولكنها على الجانب الأخر تجعل من الصعب على المطورين أن يقوموا بإصلاح أي ثغرات ممكنة في المنظمة غير المركزية مجهولة الهوية.

ولهذا السبب فقد تمكن أحد القراصنة بعد شهور قليلة من إطلاقها من سرقة الأموال الموجودة عليها ولم يتمكن أحد من منعه وقد تمكن هذا الشخص من إيجاد ثغرة واستغلالها لتحويل نحو ثلث الأموال الموجودة على المنظمة الغير مركزية مجهولة الهوية والتي قدرت بنحو 50 مليون دولار. وقد تمكن المكوّد الرئيسي لمنصة الإيثيريوم من عكس تاريخ المعاملات وإرجاع الأموال إلى أصحابها ولكن هذا الأمر لم يصل صداه لجميع الناس. وقد أعتقد البعض أنه كان من الأفضل عدم القيام بشيء حيال ما حدث جتى لا يتم تغيير طبيعة وحقيقة منصة الإيثيريوم الغير قابلة للتغيير بينما اعترض الآخرون على ذلك. وقد أدى هذا الجدل إلى إحداث “ انقسام “ بصورة سريعة في الإيثيريوم وتبعه انقسام إلى الإيثيريوم والإيثيريوم كلاسيك.

من دعموا فكرة إعادة إرجاع الأموال المسروقة قاموا بتشكيل “هارد فورك” بينما شكل الآخرون مجموعة “ رفض الهارد فورك” وهم من لا يرغبون في القيام بأي تغييرات. وقد ظلت هذه المجموعة الثانية على البلوكشين القديمة التي سميت بعد ذلك باسم “الإيثيريوم كلاسيك”. بينما المجموعة الأخرى التي تشمل مؤسسي الإيثيريوم أنفسهم فيتاليك بيوترين وجافين وود انتقلوا إلى البلوكشين الجديدة.

ويرجع السبب الرئيسي لبقاء بعض الأشخاص على النموذج القديم هو اعتقادهم القوي في فلسفة البلوكشين كنظام غير قابل للتعديل ولا يمكن تغييره بواسطة أي شخص. والوقوف وراء فكرة أن عملية اختراق واحدة لا تكفي للتخلي عن هذه الميزة ولهذا السبب فإن مستخدمي نظام الإيثيريوم كلاسيك يعرفون باسم “ مثاليو التشفير”.

تشمل المميزات الأساسية للإصدار القديم من بلوكشين الإيثيريوم الحفاظ على فلسفة البلوكشين ومتابعة بعض من الأشخاص الموثوق بهم في المجتمع. بينما تتركز العيوب على عدم وجود إمكانية للوصول إلى آخر التحديثات في سلسلة الإيثيريوم وافتقاد المشكلات المتضمنة وخطورة التعرض لمزيد من المحتالين في داخل النظام.

وعلى الجانب الآخر فإن منصة الإيثيريوم الجديدة مستمرة في النمو بسرعة كبيرة مدعومة بالمؤسسين الأصليين للإيثيريوم وقد قامت بإرجاع الأموال المسروقة مرة أخرى إلى أصحابها بعد مهاجمة واختراق المنظمة غير المركزية مجهولة الهوية (DAO) ويتم تحديثها وتطويرها باستمرار وتدعيمها بالعديد من الشركات في الوقت الذي تخالف فيه سياستها الخاصة بعدم القابلية للتغيير لذلك فإن قرار استخدام أي من المنصتين يعتمد على تحديد الشيء الأكثر أهمية لكل شخص في داخل مجتمع البلوكشين.

زيادة شعبية العروض الأولية للعملة (ICOs)
تستمر العروض الأولية للعملة في زيادة شعبيتها أكثر فأكثر كطرق لتوفير تمويل جماعي للمشروعات في عالم العملات الرقمية المشفرة. وقد بدأت الشركات الناشئة التي ترغب في العمل على المشروعات التي تعتمد على نظام بلوكشين خاص بها في الإعتماد عليها وذلك لأنها أثبتت أنها الطريقة الأفضل لجمع المبالغ الضرورية لتحويل رؤيتها إلى حقيقة واقعة.

وقد تم أول بيع جماعي استخدمت فيه هذه الطريقة لجمع الأموال في عام 2013 عندما نجحت شركة ماستر كوين في جمع نحو 500.000 دولار لتنفيذ مشروعها. ولكن ذاعت شهرة العروض الأولية للعملة في عام 2014 عندما أطلقت الإيثيريوم عرضها الأولي للعملة واستطاعت جمع ما يقرب من 18.4 مليون دولار. ونظرًا لما حققته العملات الرقمية المشفرة من شهرة واسعة في السوق فإن حملات العروض الأولية للعملة تستخدمها باستمرار لتمويل مشروعاتها الجديدة.

الجانب المبتكر من العروض الأولية للعملة هو أنها تسمح للمستثمرين بشراء العملات الرقمية المشفرة التي سيتم توليدها. وفي معظم الحالات فيمكن للشخص الإستثمار في العملات الرقمية المشفرة الموجودة بالفعل مثل البيتكوين والإيثيريوم والتي يمكن استخدامها في الشراء من خلال المحافظ الرقمية. ونتيجة للجانب “الجديد” من العملات الرقمية المشفرة فإن الإستثمار فيها مبكرًا في بداية حملة العرض الأولي للعملة يؤدي إلى تحقيق نتائج أفضل.

توفر حملات التمويل هذه حد أدني وحد أقصى للتمويل المستهدف في جمع الأموال. وفي حالة عدم الوصول إلى الحد الأدني للتمويل فيتم إرجاع الأموال التي تم جمعها إلى أصحابها مرة أخرى أو يتم عرض فرصة بيع عامة للعملات القليلة التي تم جمعها. يكون لكل حملة خارطة طريق تسمح للمستثمرين المحتملين بمعرفة أين يتم إنفاق أموالهم وتعرض الأهداف المستقبلية للمشروع نفسه. وبمجرد وصول العرض الأولي إلى الموعد النهائي أو الحد الأقصى للتمويل المتفق عليه فإن العملة الجديدة تخرج إلى السوق وبالتالي تصبح متاحة للتداول فيها وتبادلها عبر منصات معينة.

تعتبر العروض الأولية للعملة مثالُا آخر لكيفية اعتماد البلوكشين والعملات الرقمية المشفرة على الجانب المجتمعي. توفر كل حملة عادة للمستثمرين المهتمين قناة لإطلاعهم على آخر التحديثات حتى يمكن للمؤسسين والمتحمسين للمشروع خلق حلقة تواصل من البداية. يعتبر جمع أشخاص مستعدين لدعم الأفكار أمرًا أساسيًا لضمان نجاح مستقبل أي مشروع مما يجعل الشركات الناشئة تثق في المستثمرين وفي قدرتهم على تقديم التمويل المطلوب ويعزز من ثقة المستثمرين في الشركات الناشئة في تقديم المنتج أو الخدمة التي يعدون بتقديمها. وبالتالي فإن استخدام نظام ثقة يحول دون عرض فكرة قديمة لشخصية رسمية حيث تكون الثقة من طرف واحد.

تعتمد العملات الرقمية المشفرة بدرجة كبيرة على هذا المجتمع الداعم مما يجعلها أقوي وأكثر مصداقية من العملات الأخرى بطريقة مماثلة لكيفية اعتماد مواقع الإنترنت على الأشخاص المصممين لها وكذلك الحال في العملات الرقمية المشفرة. فهذه المجتمعات قد نشأت نتيجة للثورة الرقمية التي تفضل مميزات الدفع الفوري علي الهواتف الذكية والتطبيقات على غيرها من وسائل المعاملات الأخرى الأكثر تعقيدًا.

وبحلول شهر يونيو من عام 2017, فقد أدى الاهتمام والتركيز على هذا المثال المبتكر للعملات بسوق العملات الرقمية إلى تجاوز حاجز 100 مليار دولار مع توليد أكثر من 1000 عملة رقمية مشفرة وعروض أولية نجحت في جمع ملايين الدولارات.

“الإنقسام” الثاني للبيتكوين
بدأت زيادة شهرة العملات الرقمية المشفرة في التسبب في حدوث ازدحام مع الأعداد الضخمة من المجموعات مما أدي إلى إبطاء سرعة المعاملات. فمنذ عدة أشهر, حدث بالفعل أن اشتكي بعض المستخدمين من اضطرارهم للإنتظار حتى 4 أيام لتلقي تأكيد إتمام عملية التبادل وعلى ما يبدو بأن الوضع في طريقة للسوء أكثر.

وفي الوقت الذي يمكن فيه للمستخدمين تسريع عملية التأكيد من خلال دفع تكلفة إضافية على المعاملات إلا أنه يصعب الإستمرار في هذه العملية في حالة استخدام البيتكوين كوسيلة دفع وخاصة في حالة عمليات الشراء الصغيرة. وقد أدى هذا التحدي بمجتمع البيتكوين إلى الخروج بخيارين محتملين: البيتكوين غير المحدود وشفرة الشبكات المعزولة “سيج ويت” (SegWit)

يمكن للخيار الأول أن يتخلص بشكل تام من القيد على المجموعات وهو الأمر الذي يعود بالمصلحة على الكثير من المشتغلين بالتعدين وذلك نظرًا لأن إزالة هذا القيد سيحل هذه المشكلة كما سيزيد من الرسوم. ولكن المطورين كانوا رافضين لهذا الخيار وذلك لأن تطبيقه سيضع نهاية لأنشطة صغار المشتغلين بالتعدين وبالتالي سيؤدي إلى زيادة مركزية الشبكة واقتصارها على شركات التعدين الكبيرة.

تعتبر فكرة الشبكة المعزولة حلًا بديلًا يتطلب حفظ البيانات خارج نظام البلوكشين الفعلي. يدعم المطورون هذه الفكرة لأنهم يؤكدون على أن ذلك سيحرر مساحات كبيرة ويسمح بإجراء مزيد من المعاملات داخل المجموعات الموجودة بالفعل ويقلل من أوقات الإنتظار لتلقي تأكيدات الإستلام. ومع ذلك, فيشعر الكثير من الأفراد كما لو كان ذلك مجرد حل مؤقت مقارنة بخيار البيتكوين غير المحدود.

ونتيجة لذلك فقد تم إنشاء بروتوكول جديد يحمل اسم SegWit2xمع النية لتخزين المعلومات المرتبطة خارج البلوكشين لتحرير مساحة تصل إلى 2 ميجا بايت. تم تطبيق البروتوكول رسميًا خلال شهر أغسطس 2017 عندما قام 95% من المشتغلين بالتعدين في التصويت لدعم هذه الخطة. وعلى الرغم من ذلك, فإن المساحة التي تم تحريرها داخل المجموعات لم تتحرر بشكل فوري مما جعل الكثير من المستخدمين يشككون في الفكرة التي يقوم عليها هذا البروتوكول وبالتالي فقد تم تأجيل تطبيقه.

وبالنسبة لمن كانوا يرون البيتكوين وسيلة دفع أكثر من كونها فرصة استثمارية فلم تعجبهم الإجراءات التي تم اتخاذها لحل هذه المشكلة. لذلك فعندما تم عقد مؤتمر مستقبل البيتكوين فقد أعلن أحد مهندسي الفيس بوك السابقين وهو أموري سيشيت تطبيقًا جديدًا لبروتوكول بيتكوين كاش وهو بيتكوين ABC.

قرر سيشيت وفريق المطورين الخاص به إسقاط بروتوكول SegWit2xوزيادة حد المجموعات إلى 8 ميجا بايت. وكان هذا تغييرًا جذريًا تطلب حدوث انفصال عن شبكة البيتكوين الأصلية وأدي إلى حدوث هارد فورك في أول أغسطس 2017.

لقد ميز إطلاق تقنية بلوكشين جديدة بالكامل بقواعد معدلة الإنفصال الذي حدث بين من أرادوا, كما حدث مع انقسام الإيثيريوم, الالتزام بالنظام الأصلي وبين من اعتقدوا بأهمية وضرورة التغيير. وقد أدى هذا الإنفصال إلى أن جميع حاملي البيتكوين قد حصلوا على كمية مماثلة من توكن عملة بيتكوين كاش مع إمكانية استخدامها بسرعة بواسطة المستثمرين. ويعد يوم واحد فقط اصبحت بيتكوين كاش بالفعل ثالث أكثر عملة رقمية شائعة في السوق بعد البيتكوين الأصلية والإيثيريوم.

ومن بين الأسباب التي أدت إلى الإنتشار السريع لعملة البيتكوين كاش هو انحفاض سعرها نسبيًا عن البيتكوين الأصلية. بالإضافة إلى تقديم عمولات أقل على المعاملات المالية والتي أصبحت مكلفة مؤخرًا وخاصة عند التعامل بالبيتكوين الأصلية.

في عالم العملات الرقمية المشفرة لا يزال الهارد فورك يعتقد بأنه يمثل إشكالية كبيرة وذلك لأنها تخالف الأشخاص الداعمين بشدة لعدم تغيير البلوكشين والذين يرون هذا الهارد فورك مناقضًا لمصلحة البيتكوين. وبخصوص مثل هذه الأحداث خاصة فإن القلق الأساسي يكون لدى المطورين الذين ما زالوا يرون بأن طلب توليد مجموعات اكبر سيؤدي إلى القضاء على صغار المشتغلين بالتعدين ويعطي القوة أكثر للشركات الكبيرة. وذلك لأنها هي وحدها من سيمكنها تحمل تكلفة شراء الأدوات المتقدمة اللازمة لإدارة هذه المجموعات الكبيرة.

بالإضافة إلى ذلك ونظرًا لأن كل من كان يملك بيتكوين قبل الإنفصال فإنه يحصل على نفس كمية التوكن في صورة بيتكوين كاش فقد عبر البعض عن مخاوفهم من أن هذا الإنفصال من المحتمل أن يكون قد حدث فقط لتوليد مزيد من الأموال. وخاصة أن هذا الهارد فورك صنع مشكلة مشابهة للإنفاق المزدوج حيث يسمح للمستخدمين بتنفيذ معاملتين بمحفظة واحدة باستخدام نفس زوج المفاتيح.

لقد أصبح البيتكوين كاش حاليًا أداة للإستثمار في الغالب ولكن الكثير من منصات تداول العملات الرقمية المشفرة تسمح بشراء وبيع توكن هذه العملة. وفي نفس الوقت نتيجة لطبيعتها فهي ليست مقبولة من المتاجر أو المؤسسات الأخرى كوسيلة دفع على عكس البيتكوين الأصلية.

“الإنقسام” الثالث والأخير للبيتكوين
ليست البيتكوين كاش الوحدة المنفصلة الوحيدة التي ظهرت من البيتكوين الأصلية وذلك لأنه في يوم 25 أكتوبر من عام 2017 فقد حدث هارد فورك آخر ونتيجة لذلك فقد تم إطلاق بيتكوين جولد كعملة رقمية أخرى جذبت انتباه المستثمرين في وقت قصير.

وقد كان سبب ظهورها بهدف تعديل خوارزمية إثبات العمل الخاصة بالبيتكوين من SHA-256إلى Equihash. وهو الشيء الذي تم تطبيقه كذلك بواسطة عملة الإيثيريوم المعروفة أيضًا. وكان أساس ذلك هو توفير لا مركزية أكبر للمستخدمين بفضل عملة بيتكوين جولد (BTG)

مخترع هذه العملة هو جاك لياو وهو مدير شركة Lightning ASICويمثل الشركة التي يقع مقرها الرئيسي في هونج كونج وتشتغل في تعدين اللايتكوين في الوقت الذي تقوم فيه كذلك بإنتاج أجهزة ومعدات التشفير. فالبيتكوين جولد كغيرها من الإنقسامات الأخرى التي حدثت قبل ذلك قد ظهرت نتيجة للحاجة إلى التمرد على فكرة المركزية التي بدأت في الطغيان على البيتكوين الأصلية.

فباستخدام هذه الخوارزمية الجديدة التي تعرف باسم Equihashفي عملة البيتكوين جولد التي يمكنها مقاومة شرائح ASICمما قلل من دور المعدنين في شركة ASICنظرًا لأن عملة البيتكوين جولد ستكون متاحة للتعدين باستخدام وحدة معالجة الرسوميات (GPU) بتكلفة قليلة وذلك بهدف حماية البيتكوين نفسه من التحول إلى عملة مركزية كغيره من العملات.

وبشكل عام فإن عملة بيتكوين جولد تعمل بهدف تقديم طريقة جديدة لتعدين العملات الرقمية المشفرة والسماح لكل شخص بالحصول عليها مع جذب مزيد من المستخدمين وذلك لأنها تتجنب الشركات الكبيرة التي ترغب في الحصول على منتج مركزي أكثر من المنتجات غير المركزية.

وفي الوقت الذي تستمر فيه العملات الرقمية المشفرة الكبيرة في التطور وتقسيم شبكاتها فما زالت الكثير من البدائل الأخرى تظهر على الساحة لتقدم للمستثمرين المحتملين خيارات كثيرة. لا يطلب من أي شخص بالضرورة دعم أي من الأسماء الكبيرة للدخول إلى عالم العملات الرقمية المشفرة وذلك بسبب إطلاق عروض أولية للعملة في كل يوم والتي توفر خيارات بديلة لهذه الشركات الرائدة في مجال العملات المشفرة.

لقد أصبح هذا العالم الرقمي الحالي على اتصال أكبر بأجزاء أخرى من العالم أكثر من قبل وقد اصبحت رؤية المواقف الإقتصادية المختلفة أسهل من قبل وهذا يعطينا الفرصة لكي نصبح أكثر وعيًا بالمشكلات الأخرى في الأنظمة المالية التقليدية مثل كيف يمكن لذلك أن يفيد مجموعة قليلة من الأشخاص وليس جميع الناس. حيث يعاني بعض الأشخاص في بلاد معينة للحصول على حساب بنكي نتيجة لمشكلات متعلقة بالعمليات الطويلة والمعلومات الكثيرة المطلوبة. وبدون عنوان فسوف يشعر الشخص بعدم قدرته على إدارة أمواله. لقد قدمت العملات الرقمية المشفرة نفسها كذلك كطريقة لخلق مجتمع متساوي حيث يمكن للجميع دفع وتحويل الأموال بسهولة وبأمان.

نتيجة لذلك ولأسباب أخرى فإن كل من يقفون في صف العملات والأنظمة المالية التقليدية قد بدأوا في القلق من أن العملات الرقمية قد تكون نهاية الأموال كما نعرفها حيث أن هذه الأموال دائمُا ما يمكن تبديلها إلى أموال نقدية مما يترك خيار التبديل بينهما متاحًا.

عندما يتعلق الأمر بالعملات الرقمية المشفرة والحصول عليها فإن الطريقة التي يمكنك القيام بها بذلك بسيطة للغاية وواضحة. فمن أجل شراء عملتك الأولى فسوف تحتاج إلى تنزيل محفظة رقمية تسمح لك بالحصول على مفتاح خاص للوصول إلى المعلومات المتضمنة في داخل البلوكشين والتي تتكون من سلسلة من الحروف والأرقام تسمح لك بتوليد مفتاح عام والعنوان الخاص بنا لاستلام وإرسال الأموال. ولكن الأهم هو أن تعرف أنه بإمكانك إنشاء مفاتيح عامة لا نهائية بداية من المفتاح الخاص ولكن لا يمكنك استرجاع توليد مفتاح خاص من المفتاح العام مما يجعلك في أمان تام. تكمن ميزة المفتاح العام المتغير في كل مرة في الطريقة التي يمنع فيها هجمات المخترقين بشكل فوري وذلك بشكل مختلف عن وجود حساب برقم محدد يكون عرضة لاكتشافه بواسطة أشخاص من أصحاب النوايا السيئة.

ونظرًا للطبيعة الموزعة للبلوكشين فيمكن للشخص الوصول إلى المحفظة الرقمية من أي مكان وذلك من خلال استخدام اتصال بالإنترنت فقط. ونظرًا لزيادة انتشار العملات الرقمية المشفرة فإن ذلك يتبعه زيادة في شراء هذه العملات على اختلاف أنواعها. وهذا هو السبب في أن زيادة أعداد الأنظمة تسمح للمستخدمين بشراء العملات بطرق أوتوماتيكية ببساطة من خلال التحويلات البنكية أو بطاقات الإئتمان وعلى منصات التداول. ونظرًا لأن هذه الطريقة تتم بدون أي تدخل من أي أطراف خارجية فهي مقتصرة على الخبراء في مجال البلوكشين.

لقد حدثت ثورة في النظام الإقتصادي على مستوى العالم من خلال إنترنت الأشياء (IoT) فقد أدى إلى تطوير ونمو نموذج اقتصادي جديد معتمد على المجتمع الذي يتجه نحو مشاركة البضائع والخدمات. يساعد مراعاة الأصل للحياة الإقتصادية المحتملة الجديدة التي يمكنها التعامل مع مشكلات مثل الفوارق المالية وإنشاء مجتمع أكثر استدامة.

وفي هذه اللحظة, فقد بدأت البنوك نفسها في التفكير في توليد عملاتها الرقمية المشفرة الخاصة (مثل روسيا التي تحاول توليد عملة كريبتو روبيو “ criptorubio”) ولكنها تفتقد إلى العنصر الأساسي الذي يجعل العملات الرقمية الأخرى ناجحة للغاية: وهي اللامركزية. مما يقودنا إلى التأكيد أكثر حول كيفية أن العملات الرقمية لم تترك مساحة للوسائل التقليدية للمعاملات.

إن مستقبل العملات الرقمية المشفرة يصبح في كل يوم أقرب إلى الحصول على موافقة المزيد والمزيد من المؤسسات كوسيلة دفع معتمدة بما يثبت لنا كيف يمكن لنظام معتمد على المجتمع أن يملك قوة أكبر من الأنظمة


ليست هناك تعليقات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.